Thursday, January 19, 2017

الأمنيات والواقع


تمنيت أن أصبح كاتبا ولم تتحقق الأمنيه، تمنيت أن اصبح رساما ولم تتحقق الأمنيه، تمنيت أن ألتحق بكلية الهندسه قسم عماره ولم تتحقق الأمنيه، تمنيت أن أجمع أخوتي على قلب رجل واحد في مشروع يجمعنا معا ولم تتحقق الأمنيه، تمنيت أن أجمع أبنائي للعمل في مشروع معا ولم تتحقق الأمنيه، تمنيت أن يستمر حبي الأول ولم تتحقق الأمنيه، وكم من أمنيات لا تتحقق في حياتنا، المهم أنني أشكر الله عز وجل على ما أنا عليه الآن فقد اختار لي ربي درباُ أفضل وإن كان هناك فضل في أي من نجاحاتي فأنا لست أهلا لها لكنها جاءت لرضاء والدي ووالدتي رحمهما الله.
علمتني الحياة أن الموهبة بمفردها لا تحقق الأماني، لابد من شحذ الموهبة وتدعيمها بالعلم والتدريب المستمر، في كل مجال من مجالات الفنون والآداب هناك قواعد وأساليب فنية للتعبير، لابد من الإحاطة بها والتعمق في فهمها ثم الاطلاع على إنجازات المشاهير في كل مجال، ويتخلل ذلك دومًا محاولات نجريبية لتدريب الموهبة على اتباع القوالب الفنية المتعارف عليها، ولا يمنع ذلك من الإبداع بعد ما يصل صاحب الموهبة إلى مستوى يؤهله لتقديم كل جديد. ففي فلسفة الحداثة، الالتزام بالقوالب والقواعد مرفوض تحت شعار "حرية التعبير"، إلا أن نتائج اتباع فلسفة الحداثة في الغرب كانت مدمرة، وفقد معها الغرب هويته كثيرا، وإن كان ولابد من حرية التعبير فلا مانع لكن إذا كان ذلك الإبداع يقدم قوالب وقواعد جديدة. 
ربما لا يجد صاحب الأماني والموهبة الوقت الكافي كي يشحذ موهبته ويحقق الأماني المنشودة، مسئوليات الحياة سواء في مراحل التعليم أو ما بعدها قد تقف عائق في سبيل الدراسة والتدريب، ولكن مع التخطيط السليم وإدارة الوقت بكفاءة من الممكن أن نحقق كل ما نصبو إليه.

الحمد لله حمدا دائما دوام ملكه وعرشه، الحمد لله أن رزقني نعمة الحمد والشكر، الحمد لله أنني لم أتبدل ولم تجنح بي المظاهر الخادعه، الحمد لله أن كثير ممن عرفوني شابا يقولون لي الآن "انت متغيرتش أبدا" فلم أصب بالكِبر ولم يأخذني الغرور وبقيت متواضعا كما عرفني الناس لا أحب التملق وأكره النفاق وأكره الوصوليه، أحب ما كان أبي عليه وأحب أن أكون هكذا حتى ألقى الله، أشتاق إلى اجتماعنا على مائدة الطعام سواء كانت على الأرض أو على طاوله فخيمه، المهم روح أبي وأمي ترفرفان حولنا وكل لقمه نأكلها نشعر بكل ما فيها من نكهات وفوائد مغذيات. عشت حياتي بالمبادئ وسأستمر حتى ألقى ربي على ذلك، لا يزحزحني عنها إنكسار ولا فشل ولا نجاح ولا بريق مركز فأنا ابن عم ياسين وكفى.

أحب مساعدة الآخرين خاصة الشباب الذين يبدأون مشوار الحياة الشاق، أرى فيهم نفسي وأشفق عليهم من قسوة المشوار، النجاح عندي هو الأهم والمال يأتي بعد النجاح، رضا ربي عندي هو الأهم ويوم أعصيه أشعر بأن العالم كله أصبح يعاديني ويكرهني بل أشعر بأن قلبي يريد أن يترك جسدي ويهجره، سعادتي أن أرى من أعول سعداء مبتهجين مستغنين بفضل الله عمن سواه راضين بما نحن عليه. تمنيت أن لو مكنني الله وآتاني من خيراته أن ألبي طلب كل واحد من احبائي من ولد وبنت وزوجة وأخ وأخت، أما الأم والأب فقد ارتاحا من عناء هذه الحياة ورحلا إلى حيث رحمة الله وجنته بإذن الله.

أشهدك ربي أنني لم أقل هذا الكلام رياءً، سبحانك تعلم ما في نفسي، فاسألك ياآلهي وخالقي وبارئي ومصوري أن تُدم عليّ نعمة الرضا بقضاءك والصبر على بلاءك وأن تغنيني بفضلك عمن سواك وألا تجعل لي حاجه عند عبداً من عبادك، فإن كان عطاء فلا أريده إلا منك، وإن كان سلباً فاجعله اللهم سلبا لضُرِ كان سيصيبني أو يصيب أحد أحبتي، واصرف اللهم عني شرور عبادك وشر عبادك.

آمين آمين آمين.

No comments:

Post a Comment